قصة الفانوس .. تاريخه وكيف أصبح من طقوس رمضان؟ 

يُعتبر الفانوس الرمضاني واحدًا من أبرز الرموز المرتبطة بشهر رمضان المبارك، حيث يضيء الشوارع والمنازل بألوانه المبهجة وأشكاله المتنوعة، ليخلق أجواءً روحانية مميزة. لكن هل تساءلت يومًا عن أصل الفانوس الرمضاني؟ وكيف أصبح جزءًا لا يتجزأ من الطقوس الرمضانية؟ 

أصل الفانوس وتاريخه 

ترجع قصة الفانوس إلى عصور قديمة، وتحديدًا إلى العهد الفاطمي في مصر، حيث تشير المصادر التاريخية إلى أن الخليفة الفاطمي المعز لدين الله دخل مدينة القاهرة ليلة رمضان عام 358 هـ (969م)، وكان أهل القاهرة يستقبلونه بالشموع التي كانوا يضعونها داخل فوانيس خشبية مزينة، لحمايتها من الرياح.

منذ ذلك الوقت، أصبح استخدام الفوانيس عادة رمضانية لدى المصريين، حيث كانت تُستخدم لإنارة الطرقات والشوارع خلال موكب الخليفة في رمضان. كما أن الأطفال كانوا يطوفون بالفوانيس في الشوارع أثناء التجول مع آبائهم في ليالي رمضان، يرددون الأناشيد والأغاني الرمضانية. 

كيف تطور الفانوس عبر الزمن؟ 

على مدار السنوات، تطور شكل الفانوس الرمضاني وأصبح أكثر زخرفة وتنوعًا. مرّ الفانوس بعدة مراحل من التطوير، حيث كان في البداية عبارة عن شموع موضوعة داخل علب خشبية أو نحاسية، ثم بدأ الحرفيون المصريون في تشكيله بأشكال وزخارف مميزة، مما جعله قطعة فنية تحمل طابعًا خاصًا.

لماذا ارتبط الفانوس بشهر رمضان؟ 

يرتبط الفانوس الرمضاني بشهر رمضان لأنه يرمز إلى النور والهداية، وهو ما يتناسب مع روحانية الشهر الكريم، حيث يجسد قيم الإضاءة والنقاء الروحي. بالإضافة إلى ذلك، كانت الفوانيس تستخدم قديمًا في:

✔ إضاءة الشوارع والمساجد خلال صلاة التراويح والتهجد.

✔ مرافقة الأطفال للصائمين خلال السحور، حيث كانوا يطوفون الشوارع حاملين الفوانيس مرددين الأناشيد الرمضانية.

✔ إضافة أجواء احتفالية إلى البيوت والأسواق والشوارع، مما يجعل رمضان أكثر تميزًا.

الفانوس في الثقافات المختلفة 

على الرغم من أن الفانوس يعتبر تقليدًا مصريًا في الأساس، إلا أنه انتشر في العديد من الدول العربية والإسلامية، وأصبح رمزًا عالميًا لرمضان.

🔹 في مصر: تظل القاهرة من أكثر المدن التي تحافظ على تقاليد الفانوس الرمضاني، حيث تمتلئ الأسواق مثل "شارع المعز" و"السيدة زينب" بآلاف الفوانيس المصنوعة يدويًا، والتي تُباع لكل فئات المجتمع.

🔹 في السعودية والخليج: يُستخدم الفانوس كزينة للمنازل والمجمعات التجارية لإضفاء لمسة رمضانية مميزة.

🔹 في بلاد الشام: يحرص الأطفال على حمل الفوانيس أثناء السهرات الرمضانية، حيث تصاحبهم الأغاني الشعبية الرمضانية المميزة.

🔹 في تركيا وماليزيا: يُعد الفانوس من الرموز التي تُستخدم في المساجد والأماكن العامة خلال شهر رمضان، لإضفاء طابع روحاني خاص.

أنواع الفوانيس الرمضانية 

مع التطور الصناعي والفني، تنوعت أشكال وأحجام الفوانيس، وأصبحت هناك أنواع مختلفة تلبي جميع الأذواق. ومن أشهر الأنواع:

🔹 الفانوس التقليدي: مصنوع من النحاس والزجاج الملون، ويعمل بالشمعة أو اللمبة الكهربائية.

🔹 الفانوس البلاستيكي: يناسب الأطفال، ويكون غالبًا بألوان زاهية مع موسيقى رمضانية.

🔹 الفانوس الإلكتروني: يحتوي على إضاءة LED ويتحرك أو يغني أغاني رمضان.

🔹 فانوس النجوم والهلال: يتميز بتصميم مستوحى من الرموز الإسلامية مثل الهلال والنجمة.

كيف تصنع فانوس رمضان في المنزل؟ 

يمكن للأطفال والكبار الاستمتاع بصنع فانوس رمضان يدويًا باستخدام أدوات بسيطة، مما يعزز الأجواء العائلية ويشجع على الإبداع. إليك طريقة سهلة لصنع فانوس ورقي:

🔸 المواد المطلوبة:

✔ ورق مقوى ملون

✔ مقص

✔ لاصق أو دباسة

✔ شريط للزينة

🔸 خطوات العمل:

1️⃣ قص الورق المقوى على شكل مستطيل.

2️⃣ طي الورقة إلى نصفين بالطول.

3️⃣ قص خطوط طولية متوازية على الورقة، مع ترك مسافة عند الطرفين.

4️⃣ فتح الورقة وثنيها لتأخذ شكل الفانوس، ثم لصق الأطراف معًا.

5️⃣ إضافة شريط علوي لتعليق الفانوس، وتزيينه بالملصقات أو الألوان.

أغاني وأهازيج الفانوس الرمضاني 

من التقاليد الجميلة المرتبطة بالفوانيس، الأغاني التي يرددها الأطفال أثناء حمل الفانوس. ومن أشهر الأغاني الرمضانية:

🎵 وحوي يا وحوي.. إياحة.. روّحنا رمضان وجانا.. هاتوا الفوانيس يا ولاد.. نوره يفرح كل الناس 

هذه الأغاني تعكس الفرحة والبهجة بقدوم رمضان، وتظل محفورة في ذاكرة الأجيال حتى اليوم.

الخاتمة 

يظل الفانوس الرمضاني واحدًا من أجمل الرموز التراثية المرتبطة بشهر رمضان، حيث يعكس الفرحة والأجواء الاحتفالية التي تميز هذا الشهر الفضيل. وعلى الرغم من تطور أشكال الفوانيس، إلا أن القيمة الرمزية والتاريخية لهذا التقليد تبقى كما هي.

مع كل فانوس يُضاء في ليالي رمضان، يستعيد المسلمون ذكريات جميلة مليئة بالدفء والسعادة، مما يجعل هذا الشهر أكثر تميزًا وروحانية. 🌙✨

كل عام وأنتم بخير.. رمضان كريم!